الثلاثاء، 26 فبراير 2008

منبهرون بالعالم الأول

العزوف عن الزواج ... تعتبر إحدى أهم مشاكل العصر الحديث، ففكرة الزواج أصبحت شبه مستبعدة بالنسبة لشباب اليوم وكل يوم يزداد عدد الرافضين لها ولكل حجته ... هناك من لا يرغب في الزواج وهناك من يرغب ولا يستطيع بسبب ظروف تفرض نفسها عليه ...

الزواج اليوم أصبح أصعب من ذي قبل بكثير، فلم تعد المرأة ترضى بالعيش مع والدي الزوج ولا تقبل بمقدم بسيط وبيت صغير يجمعها مع من تحب، بل ازدادت متطلباتها وشروطها، ليس بالضرورة أن تكون هي من تفرض هذه الشروط ولكنها تأتي من جهتها وخاصة من ولي أمرها الذي يريد أن يطمئن على ابنته وأن تعيش في مستوى أفضل من مستواه، متجاهلا -ربما- أنه بدأ صغيرا

يرفض الشاب المتخرج حديثا أن يتزوج لأنه لا يستطيع تأمين ثمن بيت جميل، وربما لن يتمكن من التكفل بمصاريف الحياة الجديدة وأن يكون هو القائد والمسؤول عن كل شيء ... هذا بالنسبة لشاب متخرج وقريب من الحصول على وظيفة ... ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة؟ عندما كنت في مثل سنهم كنت أفكر دوما في ما سيحدث بعد انتهاء دراستي وتخرجي، كنت أفكر في وظيفتي وسيارتي وبيتي وزوجي وأبنائي، وكانت الأحلام مرضية وجميلة ... لكن اليوم، نادرا ما تجد أحدا يفكر في الزواج بعد تخرجه، وعندما تسأله يجيب بأنه لا يزال في بداية حياته وأنه سيفكر في الأمر عندما يصل إلى سن الثلاثين!!!!!!!

عند التمعن في الأمر، أو مناقشة أحد المعنيين -وما أكثرهم- سيخبرك بكل بساطة أنه ليس بحاجة للزواج، يتحدث بثقة عن حياته السعيدة فهناك من يؤمن له المكان والطعام والمصاريف اللازمة ليستمتع بحياته ويفعل ما يحلو له، لديه بدل الصديق عشرة، وبدل الرفيقة عشرة، وكل شيء متاح ولا شيء ممنوع، فلماذا يزعج نفسه بالارتباط والاستقرار وتحمل المصاريف والازعاج، كما انه حينها سيكون مضطرا للبقاء مع شخص واحد -او بالأحرى واحدة- فقط إلى أجل غير مسمى، في حين أنه الآن ليس مضطرا لذلك ويمكنه الخروج رفقة من يشاء متى يشاء وأينما شاء دون مشاكل تذكر "والحياة حلوة" ... يستطيع تغيير رفيقاته كما يغير جواربه والأمر سواء بالنسبة لهن، فهن لسن بالضحايا أو المخدوعات لأن الفكرة أصبحت رائجة بين أغلب المراهقين، هي أيضا لا تريد أن ترتبط به، لتقضي يومها في المطبخ لتجهز له ما يأكله ويلبسه، ولا تريد أن تحمل لكي لا تفسد قوامها، ولا تريد أن تعيش مع شخص واحد إلى الأبد -على الأقل ليس الآن- ربما ستفكر في ذلك عندما تصل إلى الثلاثين

عرف عالمنا العربي تقدما وانفتاحا على الغرب، فتمكننا نحن العرب من مشاهدة سكان العالم الأول وطريقة حياتهم وتعايشهم، ومع كل يوم يمر نتعرف على جوانب جديدة من هذه الحياة ونتأثر بها ... يتأثر المراهق بما يراه بشدة ويحاول تقليده، لا بأس في تقليد أمر أعجبت به، لكن البأس يكون في تقليدك الأعمى وتجاهلك لكيانك ... أعجب شبابنا بأسلوب الحياة الغربي وخاصة الأمريكي، فحقوق الإنسان محفوظة وحرية التعبير موجودة وأفضل ما في الأمر أن المراهق يستطيع مغادرة بيت أهله والتخلص منهم يوم عيد ميلاده الثامن عشر، أليس الأمر ممتعا؟ كما أنه يستطيع أن يلبس ما يشاء ويخرج مع من يشاء ويسهر أينما يشاء دون أن يسمع كلمة واحدة، هذا الإعجاب الشديد بصورة العالم الأول اللماعة أدى إلى تقليد أعمى، فتصرف الأبناء على أنهم من ذلك العالم وتصنعوا الأمر بل وصدقوه، عاشوا بأسلوب الآخرين في عالم له قوانينه وعقائده التي ينبغي ألا تمس، تجاوزوا كل الحدود عاشوا كالغراب الذي حاول أن يمشي مشي الحمامة ... فلا هم أمريكيون ليعيشوا بأسلوب أمريكي ولا هم يعيشون كما عاش آباؤهم ملتزمين بتقاليدهم حدود وعقيدتهم

الانبهار بالغرب خلق فسادا كبيرا في المجتمع، فندرت البراءة وقارب الطهر على الانعدام، إن أراد أحدهم أن يقلد الغرب فليقلد الأشياء الجميلة فيه، وليس الأشياء المنحرفة ... لست بحاجة لأن تكون عاقا وزانيا ومتطاولا ومنحرفا لكي تثبت ذاتك، فأنت من تكون، أطع والديك وأحب بإخلاص وأمانة واحترم الآخرين عندها ستثبت ذاتك بالفعل وستجد من يحترمك

وعندما ترغب في تقليد الآخرين قلد أجمل ما فيهم، تعلم منهم كيف تحمي حقوقك، وكيف تحترم حقوق الآخرين، لديهم أساليب جميلة للتعايش يمكنك الاستفادة منها، لديهم أشياء جيدة بالفعل ... ولكن فكر قبل أن تدوس على أشيائنا الجميلة، تعلم منهم ما يفيدك وليس ما يضرك ... تخيل أنك لم تأكل منذ أيام وفجأة رأيت شجرة و ثمرتين واحدة طازجة معلقة والأخرى متعفنة على الأرض قرب الشجرة، هل ستأكل المتعفنة... أم ستتجاوزها وتبذل مجهودا للحصول على الطازجة؟

إيمان

الجمعة، 8 فبراير 2008

في الحياة

إن فى حياتنا محطات
قد تمر بطيئة مملة, و قد تمر سريعة تتلاحق معها أنفاسنا فى محاولة عابثة لتدارك أحداثها, و هناك محطات تمر علينا فلا نلتفت لها, و أخرى لا نملك شيئاً سوى الوقوف مشدوهين أمامها.
إن حياتنا ملك لذواتنا, و لهذا فمن حقنا أن نحيا فى دنيا تحكمها المعايير التى تعطيها الإتزان و تحميها من الإنهيار و تضفى عليها معنى و قيمة, من حقنا أن نعيش فى دنيا ملؤها الحب و الخير و الجمال و هذا لن يحدث إلا لو حاولنا أن نصلح ما تلف من أخلاقنا و سلوكياتنا, هى فقط محاولة و التوفيق من عند الله.
إن حياتنا محطات فلا تجعل نفسك متفرجا و حاول أن تكون محطة فى حياة الأخرين
.
يقول الله عز و جل:
((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ))